أن تكون ليبي علماني في مجتمع لا يتقبل الألقاب الصعبة أشد خطورة من أن تكون سياسيا في بلد يحكمه طاغية.

Sunday 24 May 2009

تعريف العلمانية



تعريف شامل للعلمانية من وجهة نظري

ليست كفرًا، ليست زندقة، ليست الحادًا

----------------------------------------



نتائج التصويت كانت بشكل أو بأخر مختلفة تمام الإختلاف عن ما كنتُ أتصوره.. سباق ومجاراة بين مؤيدين للعلمانية ورافضينَ لها، وهذا وحده يفتح باب النقاش على مصراعيه، رغمَ قلّة التعليقات، التي اقتصرت على تعليق واحد لا أكثر.

تتسائل المدوّنة (نسيم ليبيا) في تعليقها حولَ موضوع الإفتتاحية عن ما هية العلمانية في رأيي، وللتدقيق، أنا أقصد العلمانية في المجتمع الليبي. وعندَ الإجابة على هذا السؤال، نأخذ تعريف العلمانية بشكل عام، وهو فصل الدين عن الدولة والسياسة والحياة الإجتماعية، وخصوصيات الإنسان بشكل عام. والعلمانية أيضًا تسعى للقضاء على التمييز العنصري والعرقي وتخدم مصالح مشتركة كالوطن والهوية والإنتماء.

الدين يوصي بهذه الصفات أيضًا، لكن لا ننسى أن الدين ساعدَ على التمييز بين البشر، ممّا خلقَ حروب تحتية أو ظاهرية، كأغلب المشاكل العالمية، أو المشاكل الداخلية في المجتمع الليبي، والمشرق والمغرب على حدّ السواء. لهذا، العلمانية هي الأكثر قدرة على خلق مجتمع كامل وواعي، يحترم الإنسانَ لشخصه لا لدينه أو عرقه أو لونه أو قبيلته.
السؤال الأهم الأن: هل يقبل المجتمع الليبي اليوم، ليبي مسيحي أو ليبي يهودي؟ الإجابة ستكونُ لا دونَ شك، عند فئة كبيرة من الليبيين.
في الستينات من القرن المنصرم، المسيحي واليهودي والمسلم، كانوا يعيشون في مجتمع واحد، متحابين، يجمعهم الشارع أو الوطن.
لا فرقَ ولا تمييز، بل أن الإحترام يكمن في المعاملة، رغمَ بعض التعصبات الصبيانية من وقت إلى أخر.
رغمَ أنه في تلكَ الأيام، لم يكن اولئكَ على علم بأن هذه تسمى علمانية، ولكنهم كانوا يتحلون بها، لأنها الأفضل لمجتمع متعدد الثقافات.
وإن تحدثنا عن المجتمع المتعدد الثقافات، فاليوم (وللأسف)، لا وجودَ لتعدد ثقافات في المجتمع الليبي بعدَ طرد اليهود، وظهور السلفية، وهجرة المسيحيين، ورغمَ أن البعضَ يحمدُ الله لهذا، لكن إن نظرنا جيدًا في النتيجة، سنكتشف أننا في مجتمع عقيم، تفكيره محدود، يقف عندَ نقطة معينة لا يتجاوزها، حتى ببضعة سنتيمترات.
يمكننا القول أيضًا، أن النظام الحاكم في ليبيا قد ساعدَ في تكوين هذا العقم بشكل كبير، والسلفية التي ظهرت في الثمانينات وحتى اليوم ساهمت بذلكَ أيضًا. التعليم السيئ والمناهج التعليمية الضعيفة كان لها حصة الأسد في تخريب عقل الطالب، الذي كان / سيكون، فرد في هذا المجتمع. وهذه الأسباب جعلَت معظم فئات المجتمع يعتبرون أنفسهم الأفضل دائمًا، وهذا بدوره، كوّن العنصرية والتطرف (الآيديولوجي / الديني / العرقي).

الباحث المصري (وحيد عبد المجيد) يرى أن العلمانية ليست فصل الدين عن الدولة ليتحوّل العلماني بذلك إلى (لا ديني) كما يحاول الأصوليين تشويه صورة العلمانيين (لأسباب سياسية)، بل يعتبرها فصل الدين عن ما يتعلق بالحكم والمؤسسات العامة، مع الحفاظ على دور المسجد / الكنيسة في حياة الإنسان العامة. فالأصوليون حاولوا بأشدّ الطرق أن يستخدموا مصطلح العلمانية في أشياء عارية من الصحّة للفوز بكرسي سياسي في دولة ما، وهذا ما يحدث في ليبيا اليوم...
... ليس الفوز بالكرسي، ولكن العودة عدّة خطوات للخلف.

6 comments:

  1. اممممم مش عارفة كيف

    اولا انت عرفتها او في تعريفك العام بانها فصل الدين عن السياسة و الدولة وووو


    هذا امر مرفوض تعرف ليش؟؟

    لان الدين هو الدولة والسياسة والقانون والاقتصاد وكل شئ


    في اغنية تقول شيل الدين من الدنيا تتحول لغابة

    :)


    هذا شئ


    الشئ الثاني

    قلت انها تسعي للقضاء على التمييز علي اي اساس بتسعي طالما هي لغت الدين


    بقوانين وضعية ؟؟

    ما اساس القوانين واللوائح والاعراف وكل القيم والمنطق مستقي من الدين


    نمشو نمشو ونرجعو للدين هو الاساس


    مزال ثاني

    نجي لسؤالك طبعا لا وتعرف ليش لانه لو لقيت شخص مسيحي او يهودي فهذا بكل تاكيد ليس ليبي


    وخدي جنسية هذا لو !!! ركز لو

    لان المعروف والمتعارف عليه ان ليبيا دولة اسلامية مية مية

    كيف لا وجود للثقافات

    توا زي الشرق زي الغرب زي الشمال زي الجنوب

    لكل منطقة ثقافة معينة وعادات وتقاليد خاصة بيها
    هذا بروحه تنوع

    في الطوارق والامازيغ والبدو والحضر هذا كله مش تنوع ثقافي هائل
    ؟؟؟؟

    شوف لو بتجي لنظام الحكم في ليبيا بالعكس ساعد كثيرا في طمس الخلافات

    ومستحيل يجي حد يقول نبي دويلة داخل دولة

    ولا قبيلة شادة جيهتها وتقول محد ييجيني زي هلبة دولة تتدعي العلمانية والتعدد اللامنطقي لين اصبحو مثال لمسارح الاغتيالات وووو


    نجو للتعليم خيره؟؟


    هو صح مش بالمستوي المطلوب اي نعم بس منقدروش نصنفوه بالضعيف ابدا



    لسبب بسيط ان خرجين جامعاتنا والمتفوقين منهم ماشاء الله اللي طلع بعثة قعد برا يخدم مش لانهم ناقصين لا لتفوقه وتميزه

    والامثلة والاعداد في ازدياد

    ومعمري قريت حاجة فيها عنصرية ولا تطرف لا ديني ولا عرقي في مناهجنا


    ياريت توضح باش نعرف اكثر



    هذا ما يحدث في ليبيا اليوم وليبيا المستقبل واخبار ليبيا
    ;)

    طولت عليك هلبة سامحني بس مع ذلك السؤال نفسه لازال قائم

    نبي مفهومك الخاص جدا للعلمانية اللي انت مش عارفة متخدها اسلوب ونهج في حياتك او تبي تتخدها ؟؟؟


    العلمانية تبي تدوينات متتالية


    واخيرا شكرا جزيلا لك

    ReplyDelete
  2. السلام عليكم ...
    ولدت العلمانية بداية في اوروبا و تحديدا في فرنسا بعد ان ضاق الناس ذرعا بتحكم الكنيسة بامور حياتهم و جعلهم يعيشون في الظلام و سلب اموالهم بالباطل كما ذكر القرآن بان الرهبان يفعلون ذلك ...
    فثار الناس على ذلك الوضع ( مع تأكيد ان النصارنية في ذلك الوقت لم تكن الدين الذي بعث به سيدنا عيسى المسيح بل هي دين محرف والا لما كان يضيق على الناس معيشتهم) وفضلو ان يبتعدو بحياتهم عن قيود الدين الذي كتبه اناس و حرفوه ، وهذا كان عمل اخرجهم من الظلمة الى نور خافت اعتقد البعض به و انبهروا به ، ضنا منهم ان فصل دينهم عن دنياهم سيجلب لهم التطور و التقدم و الراحة النفسية و الازدهار و العدل ...
    وذلك كله صحيح اذا اغفلنا و تغافلنا و اغلقنا الباب على ان الاسلام دين سمح اتى لينظم الحياة و يجلعها اكثر سهولة و عيشا و عدلا وهو دين لم ولن يحرف فالقرأة محفوظ وانما افعال الناس و افهامهم هي المنحرفة... و الخطأ في من يعتنقون الاسلام ليس في الدين الذي يعتنقون... لانهم لا يطبقون تعاليمه حرفيا ولا يتعاملون به بينهم ... و اعتقد ان اتجاه الاوربيون الى العلمانية هربا من دينهم المزيف لو انهم اتجهو الى دين الاسلام ووجد من دلهم اليه و عرضه عليهم كبديل لما هم عليه لكان الامر مختلا تماما ...
    فان من يقول ان الحياة ممكنة بلا دين واعتقاد و روحانيات ... هو ينافق نفسه و يكابر عليها ... فلسنا باعلم بنا من خالقنا ، ولا يكابر علينا احد بانه يعرفنا اكثر ممن خلقنا و اوجدنا و خلق كل شيء ...

    ReplyDelete
  3. لو ان الحل في فصل الدين عن الدولة ... وهو الامثل لذلك ...
    ماذا تقولون عن التجربة التي خاضها نبينا محمد عليه الصلاة و السلام؟
    هل بنيت دولة الاسلام التي عاشت لنقل 3 قرون في خير ونماء .. مع انها اكثر من ذلك ولكن لنقل 3 لان القرون تلك زكاها نبينا محمد عليه السلام ...
    كان اساس الدولة هو الدين ...
    كان الحاكم يقول لرعيته ان لم اطع الله فيكم فقوموني وكان رد الناس نقومك بسيوفنا فيفرح بذلك ... هل لانه فصل دينه عن دنياه؟
    بل ان الدين كان عماد الحياة و المنظم لها
    و الجميع يعرف كيف كان الناس قبل الدين ولا داعي لذكر كل ذلك ...
    وهذا مثال يحاول اهل العلمانية الذين خاضو فيها سنين طويلة ان يجدو فيه حلولا لمشاكلهم الان ... وبما ان هناك الكثير من الزمن يفصل بيننا وبينهم فان المنادون بالعلمانية عندنا من حديثي العهد بالعلمانية ، يرون فيها الحل الامثل رغم ان اهلها بدأو يضيقون ذرعا بما اتت به عليهم .. ما علينا ...

    ان اردت ان تعيش حياة و تزدهر انظر في تطبيقك للقانون الذي اعطي لك من صانعك
    فهو ادرى منك بك ... ويعلم السر و ما يخفى ...
    اما بالنسبة للمجتمع الليبي ... من قال ان المجتمع الليبي يحكم الى الدين ؟ الا من رحم ربي
    انه يحتكم الى العرف اكثر من اي شيء اخر ... وهذا امر بعيد عن الدين ..
    ربما تعلق بعض الامور على الدين ولكن الواقع يقول ان الدين يأتي في اخر المطاف عندما يرغب احدهم في ايجاد مخرج لفعلته ...الا من رحم ربي ...

    لماذا لا تتم مقارنة الدين الذي ثار عليه الاوربويون واختاروا بعده العلمانية بالدين الاسلامي؟
    لا اتحدث عن ما يطبقه الناس الان ... فان الخلل في التطبيق وليس في الدين نفسه ...

    ReplyDelete
  4. ولماذا يلجاء الكثيرون الى الاسلام لحل مشاكلهم و نحاول الابتعاد عنه ؟

    عدم قابلية المجتمع الليبي للغرباء بصفة عامة امر فيه خلل ، و اقتصار ثقافة اليبيين على ما هي مقتصرة عليه لانه مجتمع عاش فترة طويلة من الزمن منغلقا على نفسه ولا يزال في بعض الامور ، و هذا خلل فينا و ليس في اي احد اخر .. فنحن من اغلق الباب على نفسه و وضع نفسه في هذا القمقم ... ورفض الخروج منه و اقنع نفسه بان جنسه عالى على غيره الا من رحم ربي
    ولا يدن في ذلك ...
    فعلا سؤال محير ...
    لا يتم تطبيق الدين بشكل صحيح الان في مجتمعنا ... هذا موافقون عليه ...
    وهو اقرب للعلمانية في معانيها من انه مجتمع ديني ..
    اذا لماذا لا يكون الحل في ان الناس يرجعون الى تطبيق الدين و اتخاذ نموذج دولة المدينة نموذجا يسيرون عليه ليصلح حالهم؟
    بدلا من اخذ نموذجا سيئا تظهر نتائجه واضحة الان في كل زاوية و الاصرار عليه؟

    بجد لماذا ؟
    كما قال سيدنا رسول الله اصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم ..
    وهم مدارس في العدل و الحكم و التطور و التعاطي مع المستجدات ...
    ولكل منهم طريقته و اسلوبه في تطوير و تحديث و تطبيق الشريعة...
    لك ان تدرس سيرة سيدنا عمر بن الخطاب وما استحدثه ليعم الامن ...
    هل من الحكام الاوربيون من قيل لهم .. حكمت فعدلت فامنت فنمت؟؟؟؟
    هل منالحكام الاوربيون من ردت عليهم امرأة قرار من قراراتهم وكان جوابهم في حينه .. نعم صدقت المرأة واخطأء عمر..
    من من الحكام العلمانيين يسير في الشوارع ليللا يتفقد رعيته و يحل مشاكلهم ؟؟

    ReplyDelete
  5. من منهم يأتي بالطعام و زوجته ليعين امرأة ستضع مولودها و يشعل النار على القدر..

    اعرف ان المسطلحات قديمة و ربما تدعو الى الاستهزاء ... نار وقدر و امرأة تضع مولودها ..

    ولكن المعاني و الاهداف و كيف كانت الحياة... هو الهدف وهو المقصد ...

    سيدنا عمر بن عبد العزيز ... وصل الى ان قال انثرو الحبوب ليأكل الطير من خير المسلمين بعد ان عن الخير بحكم عادل و تطبيق صحيح لشرع الله و دينه

    الدين يسر وليس بعسر كما كان يفعل رهبان الكنيسة في اوروبما و الذين دفعو الناس للثورة عليهم و التخلص من حكم الدين عليهم ...
    عذرا فان الافكار في ذهني كثيرة جدا ... لدرجة انني اجلب منها جميعا ...

    مشكلة المجتمع الليبي لن تحل بكون ليبيا دولة علمانية ... او ان تفصل الدين عن الدولة ...

    ما رأيك في الاية الكريمة ...
    وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ

    والاية :
    واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله و الى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا.

    والاية

    ويقولون آمنا بالله و بالرسول و أطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك و ما أولئك بالمومنين
    واذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم اذا فريق منهم معرضون


    هذه كلمات من القرآن الكريم الذي نؤمن به وبما جاء فيه وبمن انزل عليه وبمن انزله ... و نزله ..

    وان كنا كذلك .. فكيف نرى الحل في غير ما انزله الله رحمة لنا..

    ReplyDelete
  6. الخلل اخي فينا نحن و في تطبيقنا وهذا لا يعطي احدا الحق في ان ينسلخ بنفسه و يعتقد انه يجب البعد
    ومشاكل مجتمعنا ... اعمق من ان تحل بفصل الدين الذي هو عصب الحياة عن الدولة ...
    هل تستطيع العيش بدون جلدك؟
    ان كنت كذلك فهنيئا لك انفصالك و ابتعادك عن دينك ... وان كنت ستحاسب عن ذلك لوحدك ...

    ولا تنسى ان الخليط الموجود في مجتمعنا ... هو ناشئ جديد ولا عراقة له و لا تاريخ بعيد ...

    ولكن ليس الحل في الابتعاد عن العروة الوثقى ...


    عذرا على الاسترسال في الحديث فربما كان ردي اطول من الموضوع ذاته ولكن كما قلت فان هناك الكثير من الاسطر في ذهني ...

    شكرا لك
    اعذرني على الاطالة اكتشفتها متأخرا 

    ReplyDelete